شغب وإلغاء مباراة مونبلييه وسانت إيتيان بسبب عنف الجماهير

في مساء هذا اليوم (الأحد)، أصدرت رابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم قرارًا رسميًا بإلغاء المباراة التي جمعت بين فريقي مونبلييه وسانت إيتيان، ضمن فعاليات الجولة السادسة والعشرين من الدوري الفرنسي الممتاز. المباراة، التي أقيمت على أرضية ملعب لا موسون بمدينة مونبلييه، توقفت بعد مرور ثلاثين دقيقة فقط من بداية الشوط الأول، وذلك نتيجة لأعمال شغب مؤسفة وعنيفة اندلعت في المدرجات قبل وأثناء مجريات اللقاء.
شهدت أرجاء الملعب حالة من الفوضى الهائلة عقب تسجيل فريق مونبلييه الهدف الثاني في وقت مبكر من الشوط الثاني. جماهير أصحاب الأرض بدأت في إلقاء الألعاب النارية بشكل عشوائي وإشعال النيران، مما أدى إلى توقف اللعب لمدة ثلاث دقائق كاملة. وعلى الرغم من محاولة استئناف المباراة لفترة قصيرة، إلا أنه سرعان ما تبين نشوب حريق في الجزء الأمامي من مدرج جماهير مونبلييه، مما استدعى تدخلًا فوريًا.
وفقًا لبيان رسمي صادر عن الرابطة، فإن قرار إيقاف المباراة جاء بعد إقدام مشجعي كلا الفريقين على إلقاء قنابل دخانية ومواد متفجرة نارية صوب أرضية الملعب، مما أحدث حالة من الهرج والمرج وتسبب في انخفاض مستوى الرؤية داخل المستطيل الأخضر. بالإضافة إلى ذلك، أسفرت هذه الأحداث المؤسفة عن إصابة أحد أفراد الأمن بجروح طفيفة. حاول الحكم، جان بيير دوفال، استئناف اللعب بعد توقف دام عشرين دقيقة، ولكن تصاعد حدة التوتر والمواجهات بين جماهير الفريقين أجبر السلطات المحلية وإدارة المباراة على اتخاذ القرار الصعب بإلغاء المباراة بشكل نهائي، وذلك حفاظًا على سلامة اللاعبين وجميع الحاضرين.
تجدر الإشارة إلى أن السلطات الفرنسية كانت قد حظرت سفر مشجعي فريق سانت إيتيان إلى مدينة مونبلييه قبل أيام قليلة من المباراة، وذلك بناءً على تقارير أمنية مفصلة أشارت إلى وجود مخاطر حقيقية لاندلاع أعمال عنف وشغب بين جماهير الفريقين، اللذين يتنافسان بشراسة من أجل البقاء في دوري الأضواء هذا الموسم. ومع ذلك، يبدو أن وجود عدد كبير من المشجعين المحليين، بالإضافة إلى تسلل بعض أنصار سانت إيتيان إلى المدينة، قد ساهم بشكل كبير في تفاقم الأوضاع وتأجيج نار الفتنة.
أكدت الرابطة الفرنسية أنها ستحيل هذه القضية برمّتها إلى لجنة الانضباط المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة. ومن المتوقع أن يواجه كلا الناديين عقوبات قاسية محتملة، قد تشمل غرامات مالية باهظة أو حتى إقامة مباريات مستقبلية بدون حضور جماهيري. وأشارت الرابطة أيضًا إلى أنه سيتم تحديد موعد جديد لإعادة المباراة في وقت لاحق، وذلك بالتنسيق الكامل مع السلطات المحلية وإدارتي الناديين المعنيين.
يشغل فريق مونبلييه حاليًا المركز الثامن عشر في جدول ترتيب الدوري الفرنسي، برصيد تسع نقاط فقط من خمس عشرة مباراة، بينما يحتل فريق سانت إيتيان المركز السادس عشر برصيد ثلاثة عشر نقطة. هذا الوضع يجعل هذه المواجهة بالغة الأهمية في صراعهما المحتدم لتفادي الهبوط إلى الدرجة الأدنى. ويأتي هذا الحادث المؤسف في سياق موسم مضطرب وغير مستقر للفريقين، حيث يعانيان من سوء النتائج المتواصل وضغوط جماهيرية متزايدة.
وفي سياق متصل، أدانت الشرطة المحلية في مدينة مونبلييه بشدة أعمال الشغب التي وقعت، مؤكدة أنها ألقت القبض على ما لا يقل عن اثني عشر شخصًا حتى الآن، وأنها ستواصل تحقيقاتها المكثفة لتحديد المسؤوليات وتوقيع العقوبات اللازمة على المتورطين. ودعا رئيس بلدية مونبلييه، ميكائيل ديلافوس، إلى التحلي بالهدوء وضبط النفس، مشيرًا إلى أن مثل هذه التصرفات الطائشة وغير المسؤولة تلحق أضرارًا جسيمة بسمعة المدينة والرياضة على حد سواء.